وفاة الصحفية والمؤرخة الفلسطينية بيان الحوت عن عمر ناهز الـ88 عاماً
وفاة الصحفية والمؤرخة الفلسطينية بيان الحوت عن عمر ناهز الـ88 عاماً
توفيت في بيروت، الصحفية والمؤرخة الفلسطينية بيان نويهض الحوت، عن عمر ناهز الـ88 عاما، تاركةً وراءها إرثًا نضاليًا وفكريًا خالدًا، حيث ولدت في القدس عام 1937، وانتقلت مع عائلتها إلى لبنان إثر النكبة عام 1948.
درست بيان الحوت، في كلية شميدت للبنات، وأكملت دراستها في لبنان حتى نالت الدكتوراة في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية بإشراف أنيس صايغ، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم الأحد.
بدأت "بيان" مسيرتها الصحفية في مجلة "دنيا المرأة"، ثم انضمت إلى مجلة "الصياد" ومن بعدها صحيفة "الأنوار"، حيث عملت بين 1960 و1966 قبل الانتقال إلى العمل الأدبي والإذاعي.
كما انضمت لجبهة تحرير فلسطين وأسهمت في تأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.
أكاديمية ومؤرخة فذة
درّست في كلية الحقوق والعلوم السياسية بالجامعة اللبنانية حتى تقاعدها عام 2001، ونشرت عدة كتب أكاديمية تُعد مراجع في التاريخ الفلسطيني، منها القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين (1917–1948) (1981)، والشيخ المجاهد عزّ الدين القسّام (1987)، وفلسطين: القضية، الشعب، الحضارة (1991)، وصبرا وشاتيلا: أيلول 1982 (2003).
كتابها حول مجزرة صبرا وشاتيلا تميز بجمعه ما بين الوثائقيات والتوثيق الشفهي، وقد وثّقت بين 1,300 إلى 3,500 حالة حسب تقديراتها .
وكانت نويهض الحوت عضوة بارزة في منظمة التحرير (PLO)، وبصفتها زوجة القائد الراحل شفيق الحوت، ساندت المنظومة السياسية والثقافية الفلسطينية، ولم توقفها مواصلة النضال عن الكتابة حتى أيامها الأخيرة، وكرمت عام 2015 بجائزة القدس للثقافة والإبداع .
رحيل علامة فكرية وإنسانية
اشتهرت بيان بأنها "ضمير فكر في زمن الإبادة"، حيث جمعت بين التنوير والتحرير، وأصرت على تأكيد الرواية الفلسطينية ورفض الصمت أمام المجازر والتاريخ المنقوص.
رحلت عن عمر 88 عامًا بعد مسيرة زاخرة بالعطاء – كمجاهدة وصحفية وأكاديمية وأيقونة ثقافية.
أُقيمت صلاة الجنازة صباح اليوم الأحد، في أحد المساجد في العاصمة اللبنانية بيروت، ودفنت في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية في مخيم شاتيلا، بحضور مشيعين من لبنان وفلسطين وأوروبا.